الوسيلهــــــــــــــ

الوسيلة

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أحبتي الأفاضل
تحياتي الحارة لكم من صميم القلب
حينما أردت أن أتواصل معكم كانت وسيلتي إليكم جهاز الكمبيوتر وشبكة الإنترنت وقبل ذلك لم يخطر ببالي أبدا أن أتعرف على أناس طيبون أكن لهم كل الود والأخوة الصادقة أشاهد كتاباتهم الجميلة وأفكارهم النيرة التي زادتني علما وجعلتني أنهل من بحور ما لديهم من صنوف الثقافة
وكذا حينما أريد السفر إلى بلد ما فوسيلتي إلى ذلك الراحلة فمنها البطيء ومنها السريع ومنها الطائر وكل منها يؤدي الغرض نفسه إلا أنها تختلف في طريقة عملها وبحسب رغبتي في سرعة الوصول إلى ذلك البلد أستقل الراحلة المناسبة لذلك والوسائل المادية التي سخرها الله لنا لتسهيل شئون حياتنا كثيرة لا يمكن حصرها فيما ذكرت إلا أنني مثلت بهاتين الوسيلتين لأنطلق معكم أيها الأحبة كمقدمة لموضعي لهذا اليوم
الله جل وعلا خلق هذا الكون وسخره لخدمتنا بما فيه من حيوان ونبات وجماد حيث جعلها وسائل لتسهيل عيشنا على هذه الأرض
والسؤال المطروح
هل من المعقول أن يخلق الله وسائل لخدمة الجسد ويترك الروح غارقة في عصيانها ولا ترى سبيلا يقربها إليه ؟
نعلم جميعا أن الله خلقنا وتكفل برعايتنا وحمايتنا وجعل لذلك أسبابا فالجسد لكي يعيش يجب عليه أن يأكل ويشرب وينام ولولا ذاك لما تمكن من العيش إلا لأيام
فهل سمعتم يوما أن إنسان عاش بدون أن هذه الأشياء متكلا في ذلك على الله بأنه سيرعاه دون إستخدامها وما عليه إلا أن يدعوه ويستجيب له في بقائه ؟
الجواب : بالتأكيد لا لأن الله جل وعلا خلقنا وسخر لنا أسباب الحياة وجعلها وسائل للإستمرار
فمن باب أولى أن يخلق لنا وسائل روحية نرتقي بها إلى درجات الكمال تقربنا إليه وتجنبنا شرور أنفسنا لتضمن الحياة الخالدة في مستقر رحمة الله ومن يقول غير ذلك فهو مريض يحتاج إلى علاج
وأقرب وسيلة خلقها الله للتقرب إليه ونيل الرضا منه من عرفوه حق المعرفة وعبدوه لا رغبة في جنته ولا خوفا من ناره بل وجدوه أهلا للعبادة فعبدوه وهم أنوار بعرشه محدقين ثم من الله علينا بهم فجعلهم سادة الخلق مطهرين معصومين لا يعصون الله طرفة عين أبدا هادين مهديين يرشدون إلى الخير ويعملون به وينهون عن الشر ويجتنبونه عالمين غير معلمين سامين بأرواحهم إلى الكمال قريبين من خالقهم راضين مرضيين أعطاهم مالم يعطي أحدا من العالمين واشترط عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزبرجها وزخرفها فشرطوا له ذلك فنالوا ما نالوا بوفائهم لخالقهم فاستحقوا أن يكونوا أقرب الوسائل إليه بهم تقضى الحوائج وتفرج الهموم وتشفى المرضى وتكشف الغموم ويستعان بهم على طاعة الله والعودة إليه حيث من أراد الله بدأ بهم ومن وحده قبل عنهم ومن تاه عن جادة الحق وأراد العودة توسل بهم إلى الله ليعفو عنه ويتوب عليه ويغفر له ويقبله في مستقر رحمته فهم رحمة الله الواسعة وهم سطوته البالغة من والاهم دخل في رحمته ومن عاداهم إستحق سطوته ونقمته فهنيئا لمن والاهم وتعسا لمن عاداهم
إنهم سبل النجاة
( محمد وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين )

ثنيكووووو على الطرح
نعنع

الوسيلهــــــــــــــ

الوسيلهــــــــــــــ

رد: الوسيلهــــــــــــــ