حملة سعودية إلكترونية شعبية لدخول القائمة العالمية بجمع 200 مليون صوت

الأحساء.. من الغوص واستخراج اللؤلؤ إلى «عجائب الدنيا السبع»

الرياض: خالد العويجان
في سباق مع الزمن، يعيش السعوديون حالات ترقب دخول واحة الأحساء قائمة «عجائب الدنيا السبع» الطبيعية الجديدة، إذ يسعون لجمع قرابة 200 مليون صوت، يُتوقع أن تساعد واحتهم على احتلال أحد المواقع السبعة الأولى في القائمة. وتمثل كمية الأصوات هذه العدد الذي قاد موقع البتراء الأردني إلى دخول القائمة العام الماضي.
وواحة الأحساء، الواقعة شرق المملكة العربية السعودية، وتعد البقعة الأكثر إنتاجاً للتمور على مستوى العالم، تحتل حالياً الموقع السادس في القائمة بين 277 موقعاً على مستوى العالم، إذ يسبقها نهر بويرتو برنسيسا في الفلبين، فشاطئ خليج ها لونغ الفيتنامي، ثم شُعَب توباتاه المرجانية في الفلبين أيضاً، فشاطئ كوكسس بازار ببنغلاديش، فتلال الشوكولاته الفلبينية. غير أن واحة الأحساء تتصدر المواقع على مستوى العالم العربي، وهو ما يعقد عليه أبناء المحافظة، والسعوديون بشكل عام آمالاً عريضة بدخول منطقتهم اللقائمة العالمية. وتضم القائمة أيضاً من المواقع العربية الربع الخالي الذي يطل عليه أكثر من بلد عربي (المملكة العربية السعودية، سلطنة عُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة واليمن) ويأتي في المرتبة الـ16، تليه الشّعَب المرجانية للبحر الأحمر في المرتبة الـ 17، ثم البحر الميت بعده بمرتبة واحدة، فأرز لبنان ثم مغارة جعيتا في لبنان أيضا في المرتبتين الـ 20 و21 على التوالي. وتقع أول 10 مواقع في قائمة التصويت حتى الآن في قارة آسيا. في هذه الأثناء، تُعطي وعود أطلقها علي السلطان، أمين لجنة التصويت الشعبية لـ«الشرق الأوسط»، بتنظيم حملة شعبية واسعة ذات طابع وطني، من قلب العاصمة السعودية الرياض خلال أشهر، ترتكز على طلب الدعم، وتتزامن مع إطلاق المرحلة الثانية لملتقى الاستثمار السياحي في السعودية الذي سيُقام خلال أشهر، وهجاً مُتزايدا يؤمل أن يؤدي لضمان الأصوات الكافية لدخول الواحة قائمة العجائب العالمية.
في أي حال، محافظة الأحساء منطقة عريقة بتراثها، وبشهرتها القديمة في مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ والتي عمل فيها أبناء المحافظة القدامى، لعقود. ولكن في فترة زمنية لاحقة اشتهرت المنطقة بأنها أغنى بقاع العالم بالنفط، فهي المنطقة التي تحتوي على حقل الغوّار.. الحقل الأكبر على مستوى العالم من حيث الاحتياطي النفطي. لكن.. ما قد لا يعلمه ربما حتى العديد من السعوديين، أن من مزايا الأحساء المؤهلة لدخولها قائمة عجائب الدنيا السبع، هي غناها الزراعي، فهي تحتوي على أكثر من 5 ملايين نخلة ـ بحسب آخر إحصائية لوزارة الزراعة في السعودية ـ وتُنتج أكثر من 30 نوعاً من التمور. وتعتبر الأحساء الممد الأول لدول الخليج العربي، ودول العالم العربي، بالتمور، إذ تُنتج ما نسبته 19 في المائة من الإنتاج العالمي البالغ أكثر من 3 ملايين طن سنوياً.
ومن أشهر التمور الأحسائية في الأسواق العالمية: الخلاص والرزيز والشيشي والزاملي والشبيي والهلالي والمرزبان والطيار والسكري والبرحي ونبتة علي والرشودية والسباكة والحلوة والهشيشي. كما تعدّ محافظة الأحساء منطقة ذات موقع إستراتيجي كونها تقع على مُفترق طرق بين 4 دول من مجلس التعاون الخليجي، هي السعودية والإمارات وقطر وعُمان، مما بوأها خلال السنوات الماضية احتلال موقع مهم بين المناطق والمحافظات السعودية. وكانت المحافظة قد شهدت حملةً شعبية تلفعّت بالوطنية لترشيح واحتها الخصبة الشهيرة لقائمة عجائب الدنيا السبع، خصوصاً عقب احتلالها الموقع الأول على مستوى العالم العربي، والسادس على مستوى العالم، من خلال إقبال السعوديين، وأبناء المحافظة بشكل خاص، على تسجيل أصواتهم لدعم محافظتهم عبر شبكة الإنترنت. وحالياً يعيش أهالي الأحساء حالة من التكاتف الشعبي المثير عبر توجههم للتصويت إلكترونياً لموقع محافظتهم، آملين أن تكون عقب منتصف العام 2010، ضمن القائمة الأشهر على مستوى العالم.
وتقوم جهات رسمية في المحافظة ذات المليون ونصف المليون نسمة، بالإضافة إلى جهود شعبية، بحملات إعلانية تحت اسم «اعط الحسا صوتك» مناشدة بالتصويت عبر الموقع الإلكتروني في الجهات الرسمية والأسواق والمدارس، في خطوةٍ من تلك الجهات، لتوسيع قاعدة التصويت الشعبي المُتزامن مع الدعم الرسمي في آنٍ واحد.
الحملة الشعبية التي انطلقت قبل بضع سنوات «بلغت حدود العالمية» بحسب علي السلطان من خلال الإقبال الكثيف من دول العالم العربي، ودول العالم الأخرى، على الرابط www.vote4alhasa.com على المستوى المحلي، والرابط الآخر، www.nem7wonders.com، وهو الموقع المُخصص للتصويت من جميع دول العالم.
السلطان الذي تحدث لــ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، لم يُخف حاجة الواحة لأصوات بني بلاده، أياً كان موقعهم، باعتبار أن دخول القائمة العالمية إنجاز وطني من الدرجة الأولى. واعترف بالتقصير من حيث التوسع في إطلاق النداءات المُساندة لأبناء بلاده في المناطق الأخرى.
وينتظر السعوديون خلال عام ونصف العام، دخول الواحة كونها الموقع الأكثر وفرة للنخيل على مستوى المعمورة. الجدير بالذكر، أن الأحساء تضم واحاتٍ زراعية، قطنها الفنيقيون قبل آلاف السنين. واشتق اسم المنطقة من عيون المياه التي تتمتع بها المنطقة، والتي تجاوزت 60 عينا؛ أهمها عين الخدود والجوهرية وأم سبعة والحويرات والعين الحارة، يجري منها 6 بمياه عذبة. وتُستخدم مياه عيون الأحساء في علاج بعض الأمراض الجلدية لحرارتها واحتوائها على مواد كبريتية. ويعمل غالب أبناء المحافظة في الحرف المشغولة، وعدد من المهن اليدوية، بعدما كان أهلها يعملون في الغوص، وهي المهنة التي اشتركت فيها محافظة الأحساء، وعدد من دول الخليج المجاورة، وهو ما كان يُشكل عاملاً لجلب الرزق لأبنائها في السابق. على صعيد آخر، تمتاز محافظة الأحساء بقطاع إيواء مُختلف عن جميع مناطق العالم السياحية ذات الطابع التاريخي الأثري، إذ يعتمد قطاع الإيواء فيها على استراحات تحتوي على غرف مفروشة، داخل أسوار مزارع المحافظة، خُصصت للإيجار اليومي والأسبوعي بأسعار رمزية. ويبرُز توجه مُستثمرين من السعوديين، وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي، للاستثمار في قطاع الإيواء والفنادق والأجنحة المفروشة في الأحساء، في مؤشر يُنبئ بمستقبل استثماري في هذا المجال، يتوقع أن تشهده المحافظة خلال السنوات المقبلة. ويؤمل أن يؤدي دخول الأحساء قائمة عجائب الدنيا السبع، إلى دفع عجلة السياحة الداخلية، التي ترتكز عليها توجهات الهيئة العامة للسياحة والآثار (الذراع المُحرك لعجلة السياحة في السعودية)، إضافة إلى لفت الواحة أنظار المهتمين بالسياحة من خارج الحدود السعودية؛ ومن معالمها جبل القارة الذي يرتفع 70م عن سهل الواحة، ويشتهر محلياً بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة من حيث الدفء شتاءً والبرودة خلال فصل الصيف